رواية الأخوة كارامازوف – فيودور دوستويفسكي
في عالم دوستويفسكي يتصارع الرحمن مع الشيطان، والخير مع الشر، والحقيقة مع الزيف… وكل ذلك في نفس الانسان. هكذا هو الأمر في الأرض وفي السماء.. اليوم ومنذ ألف عام.
“ديمتري” ضابط شاب، ليس مميزاً، بل على العكس، طائش، زير نساء، وسكير. يقامر ويبذر أموالا هي أمانة عنده.. ولكن مع ذلك يعذبه ضميره. يريد أعادة هذه الأموال وأمله معقود على والده.. والوالد، الذي يعيش على هواه، لن يعطيه ما يريد.
لكن يا لهذا الشقي! ففي هذا العربيد تحيا روح تعذبه وتمزقه. وهو يقول مخاطباً أخاه النقي الورع “أليوشا”: رهيبٌ مصير الإنسان، شديدةٌ آلامه.. ألا فلأكن ملعوناً، منحطاً، سافلاً، ولكنني لئن اتبعت الشيطان يا رب، فإنني أظل ابنك، وأحبك، وفي نفسي رغبة في إرضائك “
وهذا حال الأخ الثالث “ألكسي”، الذي يعيش ذلك الصراع والقلق بين صورة براقة في الخارج ومظلمة في الداخل.
إن قراءة أعمال دوستويفسكي تتطلب الانصات والتأمل.. وذلك من أجل الدخول إلى الروعة الكامنة في أعماق الوقائع، وفي أعماق نماذجه التي يقدمها في هذه الرواية.. إنه يدفع الإنسان لأن يميز بين الخير والشر مستلهماً حكم قلبه، ويرى أنه من الأفضل أن نهب الله محبتنا أحراراً من أن ننصاع له عبيداً.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



