رواية حارس الممر 1 (سيرمادي) – محمود العشري
إن أكثر ما يخيفني في هذه الحياة ليس الغد، وليس تلك الوجوه الملونة التي تحيط بنا أينما ذهبنا، إن أكثر ما يخيفني هو نفسي، تلك الروح الملهمة الي أفضل وأبشع ما في الحياة، في تلك النفس صراع دائم بين أكثر الأنوار إضائة ونقطة سوداء وحيدة، تلك النقطة رغم ضعف مظهرها إلا انها قادرة علي الإنتصار في ذلك الصراع الأبدي، كم أخف من ذلك السواد أن ينتشر داخلي ويسيطر علي و لكن ماذا إن لم يكتف بالسيطرة علي فقط !!
ماذا ان إستطاع فك القيود و الخروج الي هذا العالم الملئ بتلك الصراعات الأبدية، في أحداث الرواية تركت العنان لتلك النقطة السوداء كي تتحرر وتنطلق في عالمنا علي قدمين تتجسد كالبشر بلا قيود في قوة مطلقة تمكنها من نشر ذلك اللون الكئيب في شتي أرجاء الكون.
تلك النقطة كانت هي سيرمادي. إن سيرمادي هو ملك هذا الزمان، فهذا الكون قد إمتلأ بالشهوات والكئابة والدماء البريئة والحقد والكره والقلوب التي تنبض رغم موتها والأعين التي تحيد عن الحق رغم ابصارها والأيدي التي تصفق للأذي رغم قدرتها علي إماطته والمزيد والمزيد.
إن ملك هذا الزمان يجب أن يكون ملعون بل يجب أن يكون هو اللعنة ذاتها، لعنة تسير علي قدمين، تبتسم وتغضب، تسحر وتحلم وتحكم وتسود وتغزو، إن سيرمادي هو إبن الأرض والزمان، هو فلذة أكباد أفعال أهل الأرض.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



