كتاب التزامن العلم والأسطورة والألعبان – آلان كومبس – مارك هولند
تحتل “الصدفة” مكانة هامة في حياتنا، وتُعَدُّ ركناً أساسياً في بنياننا الفكري. فحياة كل منَّا تمتلئ بحوادث “لم تكن بالحسبان”، تحدث دونما تخطيط أو إدراك سابقين من قبلنا.
ما نسميه “الصدفة”، أو الحدث العارض، الذي يتم نتيجة تقاطع سلسلتين مستقلتين من المجريات، أطلق عليه يونغ اسم “التزامن” Synchronicity، بوصفه توافقاً محمَّلاً بالمعنى. فالتزامن، الذي ليس توافقاً مجرداً، وإنما شكل من أشكال الترابط والتعالق المقصود، هي الظاهرة التي يدرسها الكتاب الذي بين أيدينا، والذي سنحاول تسليط الضوء على محتوياته، معطين القارئ فكرة عامة عنه لا تغني عن العودة إلى الكتاب بطبيعة الحال.
يعطي مؤسِّس علم النفس التحليلي كارل غ. يونغ التزامنَ بعداً كلِّياً حين يرى أن للتزامنات أساساً في العالم الموضوعي. أطلق يونغ على هذا الأرضية التزامنية اسم “العالم الواحد”unus mundus ، الذي هو عالم حيادي يتعالى على الظواهر النفسية والفيزيائية على حدٍّ سواء. ويرى يونغ بأن “اللاوعي هو المكان الذي تبرز فيه عناصر التزامن [… وأن] التزامنات مرتبطة بظهور الأنماط البدئية عبر توسُّط اللاوعي الجمعي” (ص 23). وبالتالي فإن التزامن حدثٌ ذو طبيعة كلِّية، يتم دون رابط سببي مباشر، كما أنه يدل على الجديد، اللامتوقَّع، والحي. فهو واقع إبداعي بشكل أساسي.
هذه الثيمات الأربع هي لبنات البناء في عملية تأسيس ما أسماه المؤلِّفان، على غرار هيغل، بـ”روح العصر” Zeitgeist، وهو المنظور الذي يُرى بموجبه الكون كلاً ممتداً، مترابطاً، متسعاً، يتطور باتجاه أشكال أشمل وأعقد وأكثر إبداعاً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب