رواية آزاتسي – مجاهد البوسيفي
بدأ هذا الأسبوع المجنون قبل أيام في مدينة ” راس لانوف ” حين كان أعضاء مؤتمر الشعب العام منهمكين بمناقشة جدول الأعمال مباشرة على التلفزيون، فجأة تدخل أمين المؤتمر العام ليسكت المتكلم طالبا عودة الأعضاء إلى أماكنهم والتزام الصمت التام، مبلغا إياهم بصوته المتحجرج أن الاخ القائد معهم على الخط ويريد أن يوجه كلمة للمؤتمر، ووسط صمت مطبق عميق جاء بعد لحظات صوت العقيد الأبوي بنبرته البدوية هادئا في البدء ثم واضحا مرتفعا بالتدريج يطلب من أهالي السجناء السياسيين التوجه إلى سجن “بوسليم” بعد الغد كي يستقبلوا ذويهم المسجونين الذين سيطلق سراحهم في احتفال جماهيري مهيب.
رفع المؤتمرون جلستهم إلى أجل غير مسمى وركبوا سياراتهم في مواكب مرتجلة نحو العاصمة المنسية للحاق بالحدث، وتوجه أهالي السجناء ومن ساقه الجو المحموم الذي ساد بعد المداخلة مباشرة إلى الركن الجنوبي من طرابلس مقر السجن السياسي الرهيب على مشارف مشاريع الإسكان الشعبي المكتظة التي أقيم عليها مخيم مرتجل .
وفي اليوم الموعود ظهر القائد وهو يقود بلدوز تعربش عليه الحرس من كل جانب متوجها إلى بوابة السجن ليطيح بها وسط الهتافات المجنونة من الجماهير التي أخاطت المكان كالسيل.وما إن أنقشع الغبار حتى انكشف المشهد عن العقيد من جديد يعتلي منبرا أقيم على عجل بكامل قيافته العسكرية يخطب في الجماهير والسجناء المبهوتين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب