رواية آنسة القلوب الوحيدة – ناثانيال ويست
تعتبر رواية “آنسة القلوب الوحيدة” لناثانيال ويست عملاً ادبياً فريداً من نوعه و سابقاً لعصره انذاك. حيث تعتبر هذه الرواية ثاني عمل للكاتب و تم نشرها لأول مرة في سنة 1933 في نيويورك. كُتبت هذه الرواية في فترة الكساد الكبير و تناولت ازمة المجتمع الأميريكي بصورة خاصة و الفرد بصورة عامة. ناثانيال ويست و أسمه الحقيقي نايثن وينشتاين من أصول يهودية ولد في مدينة نيويورك عام 1903 و توفي بشكل مأساوي هو و زوجته في حادث سيارة سنة 1940. رغم حياته القصيرة و المضطربة إلا أنه ترك ارثاً أدبياً هاماً، تميز فيه بالسخرية اللاذعة مستخدماً الكوميديا السوداء كتعبيراً لرؤيته السوداوية للعالم.
رواية “آنسة القلوب الوحيدة” تتجاوز الزمان و المكان، حيث إنها تعكس قضايا عامة مثل التساؤولات الوجودية و البحث عن المعنى. تمثل الشخصية الرئيسية للرواية التوتر بين الشوق الروحي و اليأس الوجودي. كما و تجسد الحنين الدائم إلى شيء مجهول و الوحدة الجليدية الباردة التي أطالت فصل الشتاء و ساعات الليل كثيراً. بينما تحاول الشخصية جهدها في إيجاد اجوبة لأزمات قراء صحيفته اليومية، يضيع هو في النصائح التي يقدمها و التي تبدو غير مقنعة بل و حتى مضحكة في زمنٍ يكاد يخلو من المشاعر. هذا ما يفاقم أزمة إيمانه و اعتقاده بالتقاليد الدينية الغير كفوءة. يركز ويست على حقيقة التعاطف و الحب و يتفحص أمكانية أستخدامهم كعلاج للأمراض البشرية الإجتماعية و النفسية. يرى ويست أن العالم خاضع للتشاؤوم و الأنانية. فالعالم بات مكاناً يُساق بالوحشية البشرية و الرموز الدينية البالية. حيث يجبر ويست قراءه على مواجهة الحقائق الغير مريحة عن انفسهم و مجتمعاتهم.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



