الروايات العالمية المترجمة

رواية أبشالوم أبشالوم – وليم فوكنر

عندما أنهى وليم فوكنر (1897- 1962) كتابة «أبشالوم، أبشالوم!»، قال لأحد أصدقائه: «أعتقد أنها أفضل رواية كتبها أمريكي حتى الآن!»، وإن أخذنا بعين الاعتبار أن الرواية كُتبت بعد رواية «الصخب والعنف» (1929) التي نال عنها جائزة نوبل عام 1949، و «نور في آب» (1932)، يمكن لنا أن نتخيل مدى اعتزاز فوكنر برواية «أبشالوم، أبشالوم!»، والجهد الحثيث الذي بذله لكتابتها، وكم أعطاها من قلبه وروحه، ومقدار رضاه عن تحفته هذه.

تتقاطع «أبشالوم، أبشالوم!» مع «الصخب والعنف» في عدة نقاط، لعلّ أبرزها تعدد الرواة. ثمّة أربعة رواة رئيسيين في «أبشالوم، أبشالوم!»، إضافة إلى الراوي فوكنر. كذلك، استخدم فوكنر الخط المائل للدلالة على الأفكار الدائرة في أذهان الشخصيات أو مونولوجهم الداخلي. إضافة إلى ذلك، تتكرر شخصيات عديدة في الروايتين، منها كونتن كمبسن وشريڤ ووش وغيرهم. ومن نافل القول أيضاً، أنّ الروايتين تتحدثان عن الجنوب الأمريكي قبل الحرب الأهلية (1861- 1865) وخلالها وبعدها بعقود، وتمتازان أيضاً بأسلوب فوكنر المركّب المعهود، وجمله المعقدة المتداخلة الطويلة (دخلت «أبشالوم، أبشالوم!» عام 1983 موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أطول جملة في الأعمال الأدبية بواقع 1288 كلمة)، التي تعكس براعة فوكنر وتفرّد أدواته، وعمق أفكاره، وجمال كناياته وصوره الشعرية ورموزها، والأسئلة والأسرار والأوهام والأحلام التي نطاردها وتطاردنا حتى الرمق الأخير.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى