رواية أبناء الجبلاوي – إبراهيم فرغلي
اختفت كتب نجيب محفوظ، ربما إلى الأبد، مثلما اختفت قارة أنترتيكا، واندثار الفراعنة، والغياب في الزمن، والموت.
أين ذهبت كتب محفوظ؟ هل هبطت من السماء مخلوقات غامضة ليلا، جمعت كتبه كلها وعادت بها إلى السماء. أم أن بعض أصحاب القوى الخارقة، أو السحرة، اختلقوا تعويذة أخفت النصوص على هذا النحو. أو ربما قامت مجموعة من الإرهابيين الذين سبق أن شجعوا على قتله حيا، بالتخطيط لاغتياله، معنويا، بوأد أفكاره بهذا الشكل؟ هل هذه هي الجريمة الكاملة؟”.
هكذا يتساءل “كبرياء” بطل هذه الرواية، الخطاط، الذي يقع في حب “نجوى”؛ غريبة الأطوار، وهو أيضا يكتب السيرة الذاتية لشخص عجوز غريب الأطوار في أحد دور المسنين.
لكن هل كبرياء هو شخصية حقيقية أم أنه مجرد نموذج روائي خيالي اختلقه خيال كاتب؟ وهل حقا اختفت كتب محفوظ؟ وظهرت شخصياته في الطرقات والأروقة؟
هذا ما تحاول هذه الرواية المدهشة أن تعالجه، فمن هو الكاتب؟ هل هو البطل الحقيقي للرواية أم أن ابطال روايته هم الذين يلعبون ذلك الدور؟ وما هي الحقيقة؟ وهل يمكن أن يفاجأ هذا الكاتب بأن شخصياته التي اختلقها من الخيال لها أصل في الواقع؟
إبراهيم فرغلي، مؤلف هذا العمل، صاحب ابتسامات القديسين وجنية في قارورة وغيرهما، يرسخ، في هذه الرواية، مشروعه الأدبي باختلاق سحرية واقعية جديدة، يختلط فيها الواقع بالخيال، والحياة بالفن، ويفتح باب السؤال الروائي على اتساعه، بكل ما يقتضيه ذلك من أسئلة موازية عن الحب والجمال والشهوة والفن والفساد. ويقدم تجربة روائية في رصد مجتمع في ذروة مأساة انهياره
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب