رواية أبنائي – غوزيل ياخينا
هذه التفاصيل كلّها – من أين أتيتَ بها؟! فقد تشنّجت معدتي تقريباً بسببها. هذا كلّه – كأنّي أراه بأم عيني، أنت ابن كلب! أنت شكسبير أشعث! شيللر مغبَرّ! ما الذي يحدث هناك – في هذا الرأس الأصمّ المُوْبِر، ها، قل؟ أيّ شياطين موجودة في داخلك؟ – وبعد أنْ قفز إلى باخ، قرَّب هوفمان منه حسب العادة وجهه الجميل كثيراً وهزَّ منخريه فجأة وخفق برموشه.
هذه هي المرة الثانية التي نقول فيها هذا بأعلى أصواتنا لغوزيل ياخينا، ونحن نقرِّب حسب العادة وجوهنا الجميلة إلى السطور التي كتَبَتْها. ولا يمكننا التوقف عن القراءة. وكلّما نقرأ أكثر نندهش أكثر.
في الرواية الأولى التي اشتهرت بسرعة بعد عام واحد من ظهورها لأول مرة، والتي صدرت في ثلاثين ترجمة ونالت أفضل الجوائز الأدبية العالمية، أخذتنا ياخينا إلى سيبيريا وفي الوقت نفسه أظهرت لنا الروحية التترية في داخلها، وفي روسيا، ويمكن للمرء أن يقول في داخلنا جميعاً. والآن تغمر القارئ في ماء نهر الفولغا البارد، في الطحلب الجليدي والخث، وفي التماوج والوحل، في إتيل – بولغو – سو، و «فكره الشعبي»، إنها مثل نهر الفولغا، العميق، تتلمَّس أيضاً الروحية الألمانية في داخلها وفي روسيا، ويمكن أنْ نقول، في داخلنا جميعاً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب