رواية أستاذ الشهوة – فيليب روث
بدا أنَّ ضيوفنا لم يكونوا أقلّ ذهولاً من طبيعة هيربي الاستعراضيّة السافرة مني أنا. فما إنْ يستقر وافد جديد على كرسيّ مصقول في الشرفة حتى يبدأ أحد القُدامى الذين وصلوا من المدينة الحارَّة في الأسبوع السابق بإمداده بحقائق السِمة العجائبيّة لجماعتنا. «وانتظر حتى ترى السُمرة التي تكسو بشرة هذا الفتى.
إنَّ بشرته هي من هذا النوع – لا تحترق، بل فقط تُصبح سمراء، بعد قضاء يوم واحد فقط تحت أشعّة الشمس. إنَّ هذا الفتى يحمل بشرة يعود تاريخها إلى أيام الكتاب المُقدّس»بسبب الخلل الذي أصيبت به طبلة أُذنه، بقيَ صاحبنا جاذب الأنظار –كما يحبّ هيربي أنْ يصِفَ نفسه، خاصة على الرغم من اعتراض أمي– يُلازمنا طوال دوام الحرب العالمية الثانية. ودار نقاش لا ينتهي في أثناء الجلوس على الكراسي الهزّازة وحول طاولات لعب الورق عمّا إذا كانت الإعاقة خلقيّة أم أنّه سبّبها لنفسه.
وقد استفزّني اقتراح يقول إنَّ شيئاً آخر غير الطبيعة الأم هو الذي يمكن أنْ يكون قد تسبَّب في جعل هيربي عاجزاً عن مُحاربة توجو، وموسوليني وهتلر –في الواقع، لقد استفزّتني الفكرة بحدّ ذاتها، وعذَّبتني. ومع ذلك شيء مُغرٍ تخيُّل هيربي يتناول دبوس تثبيت القبعة أو عود تخليل الأسنان بيده– أو معولاً لتكسير الثلج! – ويعمد إلى تشويه نفسه لكي يتحايل على لائحة السَحب إلى الخدمة العسكريّة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب