رواية أصل الهوى – حزامة حبايب
قالت له، بعدما اغتسلت وارتدت ملابسها بسرعة، إنها سترجع إلى طليقها، فهذا أفضل لها ولطلفها. سيغادران إلى عمّـان قبل الحرب ومنها إلى الولايات المتحدة، فطليقها يحمل الجنسية الأمريكية. قالت له إنها لا تحتمل فكرة البقاء في الكويت مع بدء الحرب الفعلية. هي لا تعرف معنى الحرب، كما لم تشها من قبل . لكن الشيء الذي بدت واثقفة منه هو أن ما هم فيه الآن ليس حرباً. الناس يشترون ويبيعون وينهبون ويتزوجون وينتقلون للإقامة في شقق ليست لهم ويتناسلون ويتزاورون بل إن والدتها تقدم الفاكهة والمكسرات الملكفة لضيوفها. في الحرب لن يفعلوا شيئاً سوى الانتظار وحتى الانتظار قد لا يكون متاحاً. حاول أن يثنيها عن قرار رجوعها إلى طليقها. “أحبك”، قال لها، و ” ستوف نتزوج حين ينتهي كل شيء.” ركع عند قدميها، عارياً، لم يزل، وبكى ثم خجل من بكائه الذي جرده من آخر علامات تماسكه الظاهري. ركعت إلى جواره. مسحت وجهه بكفها الأمومية. صوتها كأنه كان يتدحرج من علو حاد شديد الميلان، ليهوى على الأرض بقسوة وهي تقول له: عندما ينتهي كل شيء، سيكون على شيء قد انتهى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب
لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا