رواية أنطوان (رأس النحس) – أنطوان بيجوفيتش
قال القس “الطيب”: إن الخطيئة تلتصق بنا، حتى أعتى الرهبان المنزوي بعيدا داخل أحد الكهوف تلتصق به الرغبات الشيطانية فإن ساعده إيمانه على تكبيل شيطانه وانفك عنه فإنه لا ينفك عن نفسه”.
نحن ملتصقون بأنفسنا حتى النخاع، متورطون معها قدما بقدم، ويدا بيد، وكلمة بكلمة.. كأن الموت هو الحالة الوحيدة التي تنقذنا من أنفسنا.
الخطيئة والرغبات والحلم والعالم ويسوع والعقاب والوجود الذي أمثله. كلهم احتشدوا سويا داخل رأسي، راودتني ترهات “بدون الخطيئة والحلم لا وجود للعالم.. يتجمد الكون” وكأن الحلم هو المحرك الأول للخطيئة التي بدورها هي المحرك الأول للعالم.
من قبل راود حلم أكل الثمرة حواء؛ فكان الحلم الأول والخطيئة الأولى. هذا الحلم لولاه ما كان ثمة عالم أرضي. إنها الأم في كل شيء؛ الحلم.. الخطيئة.. إنجاب العالم.. الحب.. الغريزة.
حلم قابيل بنيل “لبودا” لنفسه فقتل هابيل، هكذا يحرك الحلم الوجود ويحفزه على الاستمرار.
أفكر.. ربما أنا الآن أحلم. أحلم بوجودي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب