رواية أيام تشاوشيسكو الأخيرة – باتريك ماك غينيس
في هذه الرواية يتابع باتريك ماك غينيس المئة يوم الأخيرة من أيام حكم نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا ثمانينيات القرن العشرين ويفعل ذلك في إطارٍ (اجتماعي – سياسي) ووفق محدداتٍ تم تشكيلها وفق نسق عام/ رومانيا الشيوعية؛ ونسق خاص/ محاكمة تشاوشيسكو أمام الشعب. وبذهنية المفكر الواعٍ والكاتب المخضرم يعيد تشكيل هذين النسقين في سياق نصه الإبداعي «أيام تشاوشيسكو الأخيرة».
في هذا العمل تعامل باتريك ماك غينيس مع النص الروائي وكأنه آلية للتغيرات الاجتماعية والسياسية، فيقترب في تحليله من المفكرين الماركسيين وبمقاربة خاصة لأيديولوجيا الرواية، نجد أنها جاءت في سياق سياسي معين وقيمي له ملامح خاصة باشتراكية لينين وتروتسكي وتشاوشيسكو وهي الفترة التي سوف يجري سرد أحداثها ووقائعها بصوت راوٍ عليم هو بطل الرواية القادم من بريطانيا إلى رومانيا بعد أن تم اختياره لوظيفة معلم وما هي ألا أيام ويجد نفسه في عاصمة نصفها مُظلمِ، وفي دولة بوليسية برفقة رجلٍ ثمل، هو ليو رجل انجليزي استقر ببوخارست قبله؛ يبدو أنه مخبراً للسلطة فيُكلف بمقابلته ويخبره بأنه كان مقنعاً جداً في المقابلة، وأن البرفيسور بدوره يتطلع إلى مقابلته شخصياً. وأنهم يعتقدون أنهم نجحوا في توظيف الشخص المناسب لهذه الوظيفة… ويدرك لاحقاً أن ما ينتظره كان أبعد من وظيفة!
تتوالى الأحداث في الرواية لتظهر شخصيات أخرى في حياة بطل الرواية يدخل معها في شبكة من العلاقات المعقدة والخطرة؛ ويرى نسيج أحداث لم يكن له توقعها؛ مظاهرات شعبية ضخمة وإضرابات تعم البلاد واعتقالات ومجازر في تيمشوار وبراسوف فبدا ملامح مشهد الثورة حاسماً، أي كما يقول ليو: “جديداً مثلما هو لينين في مدفنه”… ومعه مشهد تشاوشيسكو واقفاً على شرفة مبنى اللجنة المركزية وفي ذهنه أنه بإمكانه أن يُعيد إحياء لحظة عظمته التي عاشها قبل واحد وعشرين عاماً، أي عندما عارض سحق ربيع براغ، لكن صوته أخذ بالخفوت تدريجياً… وتصاعد الصراخ في المكان وبدأ رجال الأمن بإطلاق الرصاص وبدأ الناس بالركض في كل الاتجاهات…
وبعد سلسلة من الوقائع الدرامية والمثيرة تختتم الرواية بمشهد محاكمة تشاوشيسكو وزوجته لينتهي بإعدامهما بعد أن أوقفا قرب جدار، وتكفّل مسدسٌ يدوي بإنهاء ما تبقى من حياة في جسديهما… وانتهى كل شيء بعد أن تنقلت كاميرا التلفزيون فوق الجثتين لتعرض المحاكمة على شاشة التلفزيون.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب