الروايات العالمية المترجمة
رواية أين ذهبت برناديت – ماريا سمبل
في تلك الليلة ونحن نتناول العشاء، جلستُ ما بين عبارات بابا وماما «نحن فخوران بكِ جدّاً » و «إنّها ذكيّة »، إلى أن ساد الصمت. «تعرفان ماذا يعني هذا »قلتُ، «الأمر الكبير الذي يعنيه ».
عبس بابا وماما، وألقى كلّ منهما إشارات الاستفهام صوب الآخر. «ألا تتذكّران؟ » قلتُ، «عندما بدأتُ الدراسة في غايلر ستريت قلتما إنّني لو حصلتُ على علامات تامّة في جميع الموادّ طوال فترة الدراسة، يمكنني الحصول على أيّ شيء أرغب به كهديّة تخرّج» . «أتذكّر » قالت ماما. «لقد كان ذلك من أجل صرف انتباهك عن موضوع المُهر» . «المهر هو ما أردتُه عندما كنتُ صغيرة، أنا أريد شيئاً مختلفاً الآن. ألا تشعران بالفضول لمعرفته؟ »، قلتُ. «لستُ متأكّداً » أجاب بابا، «هل نشعر بالفضول؟ ». «رحلة عائليّة إلى القارّة القطبيّة الجنوبيّة! »، وسحبتُ البروشور الذي كنتُ جالسة عليه. إنّه بروشور من شركة سياحة تنظّم رحلات بحريّة إلى أماكن بعيدة. فتحته على صفحة القارّة القطبيّة الجنوبيّة، ومددته عبر الطاولة.
«يجب أن نسافر خلال الكريسماس إن كنّا سنذهب ». «الكريسماس هذا؟! » سألت ماما، «أي بعد شهر؟ » ثمّ نهضت، وأخذت تحشر علب الطعام الجاهز الفارغة في الأكياس التي وصلت بها. كان بابا مستغرقاً في قراءة البروشور، «إنّه الصيف هناك » قال، «وهو الوقتُ الوحيد الذي يمكن الذهاب فيه .» «الأمهار ظريفة »، عقدت ماما فوهات الأكياس. «ما رأيكِ؟ » نظر بابا إلى ماما. «أليس التوقيت سيّئاً بالنسبة لكَ بسبب العمل؟»، سألتْه. «نحن ندرس القارّة القطبيّة الجنوبيّة» قلتُ، «لقد قرأتُ كلّ يوميّات المستكشفين، وسأقدّم عرضاً عن شاكلْتن». بدأتُ أتلوّى في مقعدي ثمّ قلتُ: «لا أصدّق هذا! لا أحد منكما قال: لا!».
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب