رواية إعصار بالتيمور – حسين عبد الرسول سبيتي
الحب يا حبيبتي هو هذه العاصفة التي نعرف أنها ستجتاحنا ولن نختبئ منها وهو ذلك الإعصار الذي ندرك أنه سيقتلعنا فلا نتوارى لكنًّ الخيانة فتاة لعوب تمنحك لذّة عابرة وعبوديّة قاهرة، أما القدر يا عزيزتي فهو الرسام الماهر الذي لا يستخدم فرشاة وأوراقًا بيضاء ولا مرسمًا محدّدًا يقف فيه، وكل الألوان تكون بتصرفه، ولكنه يفضّل الأسود غالبًا وعندما يعرض لوحاته السوريالية، لا نملك أن نعجب بها أو نرفضها لوحاته تشبهه، تفرحنا قليلًا وتؤلمنا كثيرًا دون أن يكون لنا الحق بمجرد إبداء الرأي ولهذا هو مخيف غالبًا، وجميل أحيانًا.
أحبَّ في بيروت وخُدع في بالتيمور وتنقل على حبال عدّة قصص حب عاصفة، لكنه ظل يراهن على الحب وعلى الوفاء وينادي بهما. واستمرّ يعيش جدليّة الخيانة والتوبة رواية واقعية بامتياز تطرح سيرة شابٍ لبناني تنقّل بين الملاعب الخضراء – لاعب كرة قدم وصحافيًّا رياضيًّا – وأروقة الجامعة – طالبًا مشاكسًا – ودهاليز الحياة – عاشقًا ومكافحًا ليكشف تفشّي الطائفيّة في المجالات الثلاثة ودورها الشرس في إقصائه عن كثير من النجاحات. ويدين الاحتكار الذي لم يوفّر في لبنان لا حياة اقتصادية ولا تعليمية ولا رياضية. إعصار بالتيمور باختصار هي نحن على قارعة رصيف مجتمعٍ متمدّدٍ كأفعى تغيّر جلدها مع تبدّل الموسم، لكنها وفيّةٌ أبدًا لرأسها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب