قريبا
رواية إنسان عادي – فيليب روث
في المقبرة المتهدّمة تجمَّعَ حول القبر عدد من زملائه السابقين في مجال الدعاية في نيويورك، وأعادوا إلى الذاكرة حيويته وإبداعه وأخبروا ابنته، نانسي، عن مدى سرورهم في العمل معه. وكان هناك أيضاً أناسٌ جاؤوا من ستارفيش بيتش، قرية مساكن التقاعُد على ساحل جرسي حيث كان يُقيم منذ عيد شُكر عام 2001 – العجوز الذي كان حتى عهدٍ قريب يُعطيه دروساً في الفن.
وكان هناك ولداه، راندي ولوني، رجلان في منتصف العمر من زواجه الأول المضطرب، يُشبهان أمهما كثيراً، ونتيجة لذلك لم يجِدا فيه ما يستحق الثناء ووجدا الكثير مما هو شنيع وحضرا بدافع أداء الواجب لا أكثر. وأخوه الأكبر، هوي، وزوجة أخيه كانا حاضرَين، بعد أنْ وصلا بالطائرة في الليلة السابقة، وكانت هناك إحدى زوجاته الثلاث السابقات، الوسطى، والدة نانسي، فيبي، الممشوقة، الشديدة النحول ذات الشَّعر الأبيض، التي تتدلّى ذراعها اليُمنى بارتخاء إلى جانبها. وعندما سألتها نانسي إنْ كانت تريد أنْ تقول شيئاً، هزّتْ فيبي رأسها نفياً باستحياء لكنها مضتْ قُدُماً لتتكلَّم بصوتٍ ناعم.
خرج منها الكلام مُبهماً ومُشتتاً: «ببساطة من الصعب التصديق. لا أستطيع أنْ أنسى مرآه وهو يقطع المرفأ سباحةً». ثم جاء دور نانسي، التي كانت قد قامت باستعدادات جنازة والدها واتصلتْ هاتفيّاً بأولئك الذين حضروا حتى لا يقتصر الحضور على أمها، وهي نفسها، وأخيها وزوجة أخيها. كان هناك شخص واحد لا صِلة له بالدعوة، إنها أثقل النساء وزناً ذات أشد الوجوه المستديرة سماحة والشَّعر المصبوغ باللون الأحمر التي ظهرت ببساطة في المقبرة وقدّمتْ نفسها باسم مورين، الممرضة الخاصة التي كانت تعتني به بعد أنْ أجرى عمليّة في قلبه قبل سنين خلتْ. وتذكّرها هوي وتقدَّمَ ليُقبّل وجنتها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب