رواية إن الله سيبطله – أحمد محمود شرقاوي
وقف يتطلع مشدوهًا لتلك النجمة التي راحت تتحرك بعشوائية على تلك اللوحة المظلمة وكأنها أمَةٌ قد تحررت من قبضة سيدها.. كانت تذكره بها.. نجمته الخاصة التي تخلَّت عنه في أشد أوقات الاحتياج.. تولد لديه على الفور شعور بالنفور تجاه تلك النجمة وأخذ يتجاهلها بصعوبة، يحاول مرارًا فلا يستطيع، فمن يمتلك الجرأة ليُبعد عينيه عن ملكة السحر والجمال.. لطالما عشق النجوم منذ الصغر ولطالما كان يراقبها ويتأملها كل ليلة حتى خانته تلك النجمة التي تجسدت له على الأرض، وسرعان ما غضبت الرياح لنفس الأمر أو لأمر آخر فأخذت تضرب جسده بعنف وكأنها تعاقبه على شيء ما..
تجاهل كل هذا وسقط أسيرًا لبعض الذكريات الحزينة.. حاول مرارًا أن ينتشلَ بعض الذكريات السعيدة من أعماق عقله لعلها تهوّن عليه ما هو فيه ولكن دون جدوى.. نظر للأعلى ثانية وشعر بقبضة تجتاح صدره، لقد كره النجوم بعد أن عشقها، حتى اكتمال القمر أصبح يبغضه لأنه يذكره بها وبحديثه معها.. شعر بهزةٍ عنيفة بجواره فنظر للحائط المجاور فرأى الهاتف المتدلي من الجدار بخيط رفيع يهتز.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب