رواية اسمي ماريتا – آلفيداس سليبيكاس
هنا جنود يضحكون وهم في حالة سكر، يطلقون النار على الناس بمرح وبلا رحمة ودون تفكير، يطلقونَ النّارَ فقط من أجل المتعة. لقد زادتهم نار الحرب صلابة، كصلابةِ الطّين في الأفران العالية. هنا نساء يحفرن الخنادق ويمتن من الجوع والتَّعبِ. وهنا ذئابٌ اعتادت على أكل اللّحم البشري. هنا كلبٌ يحملُ يدًا بشريّة سوداء بينَ أنيابهِ. هنا الجوعُ يحدّقُ بعينيهِ، هنَا المجاعة، المجاعة والمجاعة؛ هنا الجثث، الموت والجثث فحسب.
هؤلاء الوافدون الجدد، المستعمرون، يدمّرون كل ما تبقّى – الكنائس، القلاع، المقابر، شبكات الصرف الصّحي و زرائب الحيوانات. هنا الحقول الفارغة والمقفرة، حيث تفقد الرياح طريقها، ولا تجد طريقًا مألوفةً واحدةً بين الأنقاض والنفايات البالية. هنا بروسيا بعد الحرب، تُداس بالأقدام، وتُغتصبُ وتقفُ أمام الحائط لتستقبلَ الرّصاص الذي سينامُ في روحها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب