رواية اكتشاف البطء – ستن نادولني
في المعركة ليس هناك سوى النظرة الثابتة، لا شيء غيرها. نظرة مهاجمة، تشبه الفخ لاحتمالات ثلاثة أو أربعة أخرى. هذه النظرة جيدة فقط إذا كان على المرء أن يلحق الضرر بالآخرين كي ينقذ نفسه. أما إذا أصبحت عادة، فإن المرء يفقد طريقته في المشي.
تناول الرواية سيرة البحار الإنكليزي ومستكشف القطب الشمالي جون فرانكلين (1786 – 1847)، لكن الكاتب لم يلتزم تماما بكافة وقائع السيرة، بل حوّل حياة فرانكلين إلى أمثولة عن البطء ومزاياه.
عاش فرانكلين في زمن الثورة الصناعية حيث أصاب هوس السرعة كل شيء، لكنه كان إنسانا بطيئا منذ مولده، أو كما يقول نادولني في مفتتح الرواية: “بلغ جون فرانكلين العاشرة، ومع ذلك كان لا يزال يتسم بالبطء الشديد حتى إنه لم يكن يستطيع أن يلقف كرة.”
عاش فرانكلين في “عصر السرعة”، لكنه ظل وفيا لخصاله، ولسمة البطء التي ولد بها، وعرف كيف يحول الضعف إلى قوة، إذ اكتشف أن البطء ليس عيبا دائما، وأنه لا يعني الخمول أو التلكؤ في كل الأحوال، بل قد يعني التمهل، والتريث، والصبر، والجَلد، والتمعن، والتدبر وقيما كثيرة أخرى.
بروايته أصابَ نادولني عصب العصر المتعجل القلق، وكان ذلك سر نجاحها المذهل ألمانياً وعالمياً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب