قريبا
رواية الأرانب والثعابين – فاضل إسكندر
فاضل اسكندر يحب كتابة أقواله الفلسفية الكثيرة التي تعتبر بمثابة حكم وأمثال ومنها: «إن الإنسان لا يستطيع إحراق كل ما يعبده، ولايمكن أن يتخلى عن ذاته ويصبح إنساناً آخر.
فهو لا يستطيع أن يصبح إنساناً آخر. إنه يفتقر إلى القوة من أجل بناء الصرح الجديد لحياته. وإذا ما تخلى عما يوجد لديه فمعناه فقدان كل شيء». وقال أيضاً: «إن روسيا بأسرها هي- هاملت يغني». أما «الروح الوطنية فهي المسرح الذي يدخله الجمهور بلا تذاكر. وتتوفر الفرصة لدى كل مشاهد لكي يصبح ممثلاً. ولهذا بالذات يذهب بعض الناس إلى هناك، أما البعض الأخر فيستحي ويمضي بعيداً عنه». وقال: «لقد تحول الصراع الطبقي اليوم إلى صراع بين صناديق النقود. وانتقلنا من لائحة حقوق الإنسان إلى ديكورات حقوق الإنسان». وإن «السياسة والضمير لا يتفقان». و«المجتمع المثالي مستحيل لأن الإنسان بحد ذاته غير مثالي».
في يوم صيفي قائظ تمددّ على صخرة كبيرة تكسوها الطحالب ثعبان أعور عجوز اشتهر بين سائر الثعابين بكنية «الأحول»، مع أنه كان أعور وليس أحول، وثعبان آخر في مقتبل العمر وليس لديه كنية. ورغم صغر سنه كان يجيد ابتلاع الأرانب فعلق عليه الآخرون آمالاً كبيرة. وعلى أية حال كان قبل قليل يقتات بالفئران وأفراخ الدجاج الرومي البري، لكنه تحول مؤخراً إلى الأرانب فكان ذلك نجاحاً مرموقاً إذا أخذنا بعين الاعتبار صغر سنه. الغابات الاستوائية الكثيفة تنبسط حول الثعبانين، وقد تمددا في أشعة الشمس يهضمان – باطمئنان – أرنبين ابتلعاهما قبل حين، وهما يتمتعان الآن بقسط من الراحة وسط أشجار اليوبيا وجوز الهند والموز واللوز، حيث ترفرف فراشات بحجم الأطيار الصغيرة وأطيار بحجم الفراشات الكبيرة، وتحلق الببغاوات من شجرة إلى أخرى فيومض ريشها الزاهي كاللمع واللهيب وهي تواصل الثرثرة والتغريد حتى أثناء الطيران.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب