رواية الأمريكان في بيتي – نزار عبد الستار
وحده مايكل الذي لا ينزعج من ردي بالعربية التي لا يعرفها على كلامه الإنجليزي الذي لا أعرفه ويبتهج إذا ما قلت شيئا بسيطاً بلغته. وجدته يقف باندهاش وبحب كما في مرات عدة سابقة، أمام ثلاجتي الفستقية ماركة Westing House والمصنوعة في مطلع ستينيات القرن العشرين.
فتح بابها وتفرج على طعامنا، ألقى نظرة على دواليب المطبخ وأخذني إلى الحمام. فتش الغسالة وشم عبوات الشامبو وعندما وصلنا إلى غرفة المعيشة تمهل كما في كل مرة وتطلع إلي منتظرا أن أقول جملتي الإنجليزية المشبعة بالخوف My wife and my children فابتسم وهو يتراجع.
نقلوا قاذفات أنبوبية، ومناظير، وأجهزة بشاشات وهوائيات وصناديق لم يسبق لي رؤيتها، كلفوني بمهمة ترتيب علب الذخيرة. يحدث هذا عندما يكتشفون أنني يمكن أن أكون مفيداً. قبل أربعة أشهر عهدوا إليّ بمهمة حمل جهاز مكعب الشكل يصدر صفيراً خافتاً كل دقيقة.
وعندما طلبت من مايكل أن ألمس بندقية M16 نهرني بغضب وأخذ مني الجهاز وجعلني أجلس على الأرض قرابة نصف ساعة تحت حراسة ذلك الذي يقول لي دائما Fuck you. هذه الأمور تحدث عندما ننسى بشكل مفاجئ وغامض قوانين العداء التقليدية.
أحياناً أجدهم يعيدون ملعقة ساقطة إلى مكانها الطبيعي أو ينجذبون في مبادرات حنين عارض وغير مسيطر عليه إلى واجب بيتي، مثل إرجاع الكراسي إلى منضدة الطعام وتنسيق الزهور الاصطناعية في مزهرية منسية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب