رواية الإصبع الخامس – ميودراك بولاتوفيتش
كما تنبأ المؤلف في روايته الرائعة “رجال بأربع أصابع” بحتمية اقتتال الأخوة في يوغسلافيا الفدرالية، وتقسيمها إلى دويلات، بعدما بدت من أفضل الدول هدوءاً واستقراراً، حتى دخل إليها الربيع الأوربي، أو ربيع براغ كما يسمونه، وبثَّ نار الفرقة بين تلك الشعوب، التي صوروها كشعوب متناحرة تعيش قسراً في وطن واحد. الرواية التي ألفها عام 1975، أي قبل الاقتتال والانفصال بخمسة عشر سنة أو عشرين. وصدقت تلك النبوءة بعمق ذلك التعليل ونفاذ الرؤية.
يعود في الاصبع الخامس ليفضح الحقيقة العارية: الإرهاب لم يولد هنا… بل نشأ هناك أولاً.. هناك.. هناك.. إنها نبوءة ورؤية صادقة جداً لما حصل في يوغسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، رومانيا، جورجيا، أكرانيا وغيرها.. وسمي بالثورات الملونة. علماً بأنها كتبت في 1978م أي قبل سنوات وسنوات من حصول تلك الأحداث. إنها عمق الرؤية وصدقها. قوة التحليل. المقدمات والنتائج، التي تشرح بقوة وحرفية حقيقة الشر الفظيع في أطر عالمية تجعله رمزاً عالمياً ومؤكداً.
وكما يوجد فاشيون تكفيريون إرهابيون في صفوف مدّعي الإسلام، يوجد فاشيون تكفيريون إرهابيون في صفوف مدّعي المسيحية. وقد أضحى الموضوع الأكثر إشكالية وإثارة وحضوراً. المكتوبة بطريقة ما بعد الحداثة وتقنياتها في السرد والتحليل والتوثيق.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب