رواية البحر والسم – شوساكو إندو
في البحر والسم تسيطر على المؤلف فكرة الحرية والمسؤولية وهو يعي كلية العلاقة الجوهرية التي تربط هذين العنصرين إذ يعالج مشكلة المسؤولية الفردية في زمن الحرب. يستوحي الكاتب فكرة روايته من إيمانه المسيحي، فهو يحاول إبراز الصراع بين المناخ الديني السائد في اليابان وبين هذا الإيمان.
“ستة وخمسون داهراً، وسبعة آلاف حقبة هو عمر بوذيا تفانكين، وللمؤمنين سيتجلى يقين النور”.
الرواية تقع في ثلاثة أجزاء، تتركز حول شخصية الطبيب سوجورو، الذي كان يبدو في الأربعينيات من عمره أو نحو ذلك. وهو طبيب قادر لكنه استقر في بقعة مهجورة، تفتقر لسائر السمات الجذابة. وقد حدث خلال الحرب أن استخدم ثمانية أسرى من سلاح الجو الأمريكي لإجراء تجارب طبية عليهم وقد شارك في هذه العملية أثنا عشر من العاملين في مجال الطب، تعرضوا جميعاً للمحاكمة ودكتور سوجورو هو أحد هؤلاء.
إذا كان مفهوم “مستنقع اليابان” -وهو المفهوم المحوري في أعمال إندو الروائية كافة- يتخذ في رواية “الصمت” بعداً دينياً، فيغدو رمزاً لعجز اليابان عن تقبل مفهوم الألوهية المسيحي واستيعابه، فإن هذا المفهوم، الذي يمتص كل ما يأتي من خارجه، فيغيره ويحيله إلى جزء من ذاته، يأخذ في “البحر والسم” بعداً أخلاقياً هو في الواقع امتداد للبعد الديني.
اليابان، على نحو ما تناهت إلى وعي إندو، مستنقع هائل عاجز عن الاستقبال الإيجابي لما هو مفارق لذاته، وفي الوقت نفسه فإن البشر، الذين يعيشون في رحابه، تضيع منهم –في غمار دفئه المخدر” –الحساسية نحو الإله- الخطيئة-الموت.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب