رواية البيت الدافئ – خولة القزويني
البيت الدافئ يعني امرأة دافئة، تكتنفها مشاعر متدفقة تفيض من قلبها الطاهر الذي يختلج بحب الله ويتنعم بفضائل القرآن الكريم، فتسلك في حياتها مسلكاً مستقيماً ثابتاً، أن حب الله سبحانه هو المحور الذي تدور حوله في علاقاتها الاجتماعية وتوازنها النفسي. فاستقامة المرأة يعني بيتاً عامراً وحياة هادئة وسعادة أبدية تستقي جذورها رواء القرآن الكريم.
بهذه الكلمات قدمت الكاتبة الروائية “خولة القزويني” لروايتها “البيت الدافئ” التي تزخر بالموضوعات، حيث حرصت المؤلفة على أن تترجم الواقع بكل قسوته وقهره ومرارته ومفارقاته واختلال موازينه. وقد انطبع ذلك كله وانعكس في قلبها وعقلها وفي وجدانها وفكرها. فكانت معاناة واقعية وجدانية تمخضت عن صياغات فنية احتوت خواطرها وشاعريتها وتجربتها.
إن تلك المفارقات في واقع الحياة واختلال الموازين الدنيوية. هي التي جعلت خولة القزويني الكاتبة تضع مبضعها على الجرح لتصقل شيئاًَ من معاناة اللحظة الصعبة، هي لحظة المخاض وساعة الولادة والإبداع، لا سيما وأن الواقع غارق في بحور تلك الأمواج المتلاطمة بالتناقض وانقلاب القيم. هذا ما نجده في أسلوب وإبداع خولة القزويني من صياغة فنية تصويرية تستوعب حجم المعاناة، فتختار لها قوالب مرسومة بمفردات مستمدة من طبيعة الحياة، وتختار خصائص عميقة من سر تلك الأحداث وتنطقها بصورة جوهرها وكيانها فتتبلور معاناتها وأحاسيسها بتلك الصورة المتألقة.
إن هذا التلاحم الذي نجده عند الكاتبة والقاصة خولة القزويني، بين همومها العامة والخاصة، والإنسانية والذاتية، لتنسجه بخيوط وجدانها ومرارة أحاسيسها، لتظل مبدعة من معاناتها انطباعات حارة وشفافة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب