رواية التباس الأحاسيس – ستيفان زفايغ
شكّلت رواية “التباس الأحاسيس” أحد نجاحات زفايغ الكبرى، ويرجع السّبب في ذلك، جزئياً، إلى الموضوع الذي تعالجه ضمن مجتمع محافظ لا تزال فيه العلاقات الشّخصية والحميمة تابوهات لا يُسمح بالحديث عنها، في حين يُفسحُ المجال لعلاقات “الواجهة”. رولاند، طالب غير عابئ بدراسته يلتقي بأستاذٍ للأدب، وتنشأ بينهما علاقة قوية يخضع فيها الطالب لأستاذه خضوعاً كاملاً، سرعان ما تتّسم بنوع من الالتباس، حيث يختلط فيها الشّغف بالإعجاب وبالتّبعية. وبالموازاة يُقيم رولاند علاقة صداقة مع الزوجة، وهكذا يتقرّب من الزّوجين معاً فيندمج في حياتهما اليومية ويتبيّن له أنّ سرّاً ما يفصل بينهما. عبر هذا المسار الرّوائيّ، يشعر القارئ بقوة، وسط أجواء من التّشويق والتّوتّر، بالتباس الأحاسيس الذي يُهيمن على شخصياتِ علاقةِ الحبّ الثلاثية الغريبة هذه، حتّى أنّ سيغموند فرويد نفسه نوّه بالذكاء والسّداد اللّذين نقل بهما الكاتبُ الشّغف والضّيق والخجل والشّعور بالذّنب الذي يشوب هذه الأحاسيس النّاشئة عن الغموض وعمّا هو ممنوع.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب