رواية الحدقي – أحمد فال ولد الدين
بين الراهن والماضي، والجاهز والمبتدع، مسافة شاسعة، تقلصها هذه الرواية حتى يغدوا الحاضر توأم الماضي، والشخصية الضاربة في التاريخ مرآة للشخصية المقيمة في لحظتنا المعاصرة.
هل تتحدد قيمة المرء بذاته، بالهوية التي ينحتها لنفسه، وبالمسار النازف في الصخر الذي يختطه لقدميه، أم تتحدد قيمة المرء بسلالته، بالهوية الجاهزة سلفا والطرق التي عبدها أسلافه لخطاه المرتبكة.
كاتب وعلامة من علامات الفكر العربي في القرنين الثاني والثالث الهجريين، هو أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، ومدقق لغوي في قناة إخبارية من هذا الزمان، يجمعهما القدر نفسه والمصير نفسه لفرط اهتمامهما بالتفاصيل في عالم لا يأبه لغير الكلي من الأفكار والشمولي من التصورات، وبذلك يصير الجحوظ الحسي جحوظا نفسيا ومعرفيا في آن واحد، ويصبح الحلم بالتغيير شذوذا يحفظ ولا يقاس عليه.
هذا العمل يحطم نرجسيتنا بالإقرار بأننا في اللحظة الحاضرة لسنا أوفر حظا ولا أعظم أداء وفاعلية من أسلافنا على الرغم من تقدمنا في الزمن واطلاعنا على أحدث المعارف، انما نحن تكرار مقصود لأصل متجذر.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب