رواية الحزن العميق – جان بول سارتر
في هذا الجزء الأخير من ثلاثيَّة دروب الحرِّيَّة يقول سارتر عن أبطاله: إنّهم أحياء لكنّ الموت لمسهُم. ثمَّة شيء انتهى؛ وأَسقطت الهزيمةُ عن الحائط رفوفَ القيَم. وفيما يحتفل دانيال، في باريس، بانتصار تأنيب الضمير، كان ماتيو، في قرية في منطقة اللورين، يقوم بجردةٍ للأضرار: السلام والتقدُّم والعقل، والحقّ والديموقراطيَّة والوطن، كلُّها، مهمَّشة. ولن يتمكَّن المرءُ أبدًا من إعادة لُحمتها.
ولكنْ هناك شيء ما يبدأ أيضًا: من دون درب محدَّد، من دونَ مراجع ولا رسائل تمهيديَّة، بل من دون أن يكونوا قد فهموا ماذا حلَّ بهم، أخذوا يسيرون، لأنَّهم، بكلِّ بساطة، لا يزالون على قيد الحياة…
اعتُبرتْ دروب الحرِّيَّة أضخمَ الروايات الوجوديَّة وأروعَها. وقد استطاع سارتر أن يُدخل فلسفَته الوجوديَّة في متناول القرّاء جميعهم حين صبَّها في قالبٍ روائيٍّ فذّ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب