رواية الحلبة – إليزابيث هوريم
توجت هذه الرواية الأولى بثلاث جوائز، مع أنها لا تقدم رؤية شاملة (بانورامية) على طريقة بلزاك: فلئن فرضت هذه المدينة نفسها عليّ بوضوح لا نقاش فيه فذلك لأن التفاصيل التي لا أعيرها حتى الآن أي اهتمام، لكنها تتراكم فوق بعضها، وتنتهي إلى تكوين مواطنيّة سامية لي، فأتحول مع استمرار الرواية إلى واحدة من سكان تاهيس، من دون وعي مني.
“الحلبة” رواية رومانتيكية. لكن كانتان كورفال، مثله مثل فريدريك مورو في رواية “التربية العاطفية” [لفلوبير]، شديد الضعف، ومقتّر في موقفه إزاء اليأس ليتحمل كل الثقل المحزن الذي يلهب موضوع الاحتجاج عند شاتوبريان. زد على هذا أن رومانتيكية “الحلبة” نقدية، وفي حداد على نفسها، انتُزعت منها طاقتها الكئيبة. هل هذا يعني أننا إزاء إثبات حالة معينة، أم احتجاج عليها؟ يبدو لي أننا إزاء الحالتين معاً تبعاً لعبارة إشكالية قالها إيف فيلان، سأعدلها قليلاً، لتكون لي بمثابة الخاتمة: “الرومانتيكية مستحيلة، لكن لابد منها، لابد منها.”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب