رواية الحياة لحظة – سلام إبراهيم
يتناول الكاتب فى الرواية رحلة المعاناة العراقية والشتات والنفى والتشرد، والسجون والتعذيب التى طالت كل الفصائل العراقية، كل ذلك يعرضه سلام من خلال سيرة حياة لاجئ عراقى يغادر وطنه ويرحل إلى موسكو والدنمارك وسوريا ثم يعود مرة أخرى إلى العراق، وينفصل الراوى عن زوجته ويدمن الخمر، وتدريجيا يضيع فى فخ الذكريات، كما يقف عند الأخطاء البشعة التى ارتكبها الثوار فى الجبال، وعن شكهم فى كل جديد عليهم أو متضامن معهم، وهو الشك الذى وصل لحد القتل والتنكيل لتصبح العراق مركزا للإرهاب والنفى والإقصاء.
وتعرض الرواية تورط الثوار فى فخ تعذيب معارضيهم، وفى النهاية يضغط النظام الصدامى على الجميع مؤيديه ومعارضيه، مما يستتبعه هروب الجميع إلى معسكرات اللجوء السياسى فى إيران وتركيا، ثم موسكو والنرويج والدنمارك، وفى اللحظة التى يصل فيها العراقيون إلى خارج وطنهم وفى المطارات نفسها يصطدمون باليهود القادمين إلى الشرق الأوسط ليستوطنوا فلسطين فى تواصل مع تيمة التهجير التى يعانيها العرب منذ خمسينات القرن الماضى، حيث يعرض سلام إبراهيم لمخطط كونى يهدف لإخلاء المنطقة برمتها من سكانها، تمهيدا لاحتلال واسع تقف بشائره على الأبواب.
ويستخدم سلام إبراهيم تيمات أخرى بخلاف تيمة التهجير حيث يتناول معاناة الروس أيام سقوط النظام السوفيتى القديم، واضطرار الروسيات إلى بيع أنفسهن مقابل وجبة، ووقوف الروس فى طوابير طويلة للحصول على زجاجة فودكا، وكيف يتعاركون حتى الموت من أجل ذلك، وتهديد المافيا المستمر لهم واقتحامها بيوتهم للحصول على الطعام.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب