رواية الرسائل التي وجدت خلف ماتيلدا هوسينفيلد – جورج إميل
إن كان البشر كتبًا كما أتصورهم، فالطفولة هي صفحاتنا الأولى. عندما يولد الانسان طفلًا يكون كالكتاب الأبيض الجديد في يد أحدهم. قلائلٌ هم المحظوظون الذين ينعمون بصفحاتهم الأولى نظيفة ممتلئة بشكل مناسب ويليق، بقصيدة شعرٍ مرهفة، أو بأغنية لطيفة مرحة، أو برسمةٍ طفولية مضحكة.
ولكن لا يجب أن يلام المرء إن كان الحبر يشوِّه صفحاته الأولى جميعها، أو إن كانت بعض الصفحات ممزقة ورثة، أو إن كان يغطيها التراب أو حتى تلطخها الدماء.
بعض الكتب تظل دون رعاية في أعلى صفٍ في المكتبة، لا يطيق أن يفتحها أحد، بعضها يُلقَى في القمامة، بعضها يُحرَق. لا أحد يعلم ماذا يخبئه الكتاب ذو المظهر القبيح المهمل. لا أحد يحب أن يقتني كتابًا كريه الرائحة.
ليس من العدل أن يُلام أحدٌ على صفحاته الأولى أبدًا. لا يستحق أحدٌ أن يعيش حياته واضعًا وجهه في التراب مديرًا ظهره للعالم.
أتعلمين، لطالما وددت لو كتبت رسالة إلى جميع أطفال العالم الذين لم يحالفهم الحظ، أن أقول لهم لا تحزنوا، لم يكن العيبُ فيكم، الطفولة كالسكين المغروس في الحلق، لا يمكن إزالتها بسهولة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب