رواية الرغبة – ريتشارد فلاناغان
إنَ أيَّ تلخيصٍ لن يكونَ عادلاً لشدةِ التعقيدِ والتناقضاتِ في هذه الروايةِ العميقةِ المذهلة، لقد كانت هنالك لحظاتٌ من القوةِ العُظمى والموسيقى في “الرغبة” إن الروايةَ توضِح مرةً أخرى- من خلالِ أحداثٍ وتصوراتٍ مر يعة – كيف إن التأريخَ المزورَ والناسَ الحقيقيين من الممكنِ أن يدفعوا ضريبةً عظيمةً، على عكسِ الرسامِ والمؤرخِ فإن الكاتبَ غير مُلزمٍ بالحقائقِ المثبتةِ أو بغيابِها المحبِط وهو يتجولُ بحريةٍ مع الأخذِ بنظرِ الإعتبار المصداقية والتقبل خلال الشخصيةِ والدوافعِ , الإحتمالات والإفتراضات، وبيدينِ واثقتينِ وخبيرتين فإنَ الخيالَ يمكنُ أن يحررَ الماضي ونظرتِنا إلى العديدِ من الشخصيات التأريخية الرئيسية أو الثانوية بطريقةٍ يحسدُه عليها الصحفيُ، إن ريتشارد فلاناكان كان تجسيداً حياً على هذهِ النقطة من خلالِ خياله فإن الصورَ الشاحبةَ المُسطحةَ للأشخاصِ قد إستحالت إلى مفاهيمَ ثريةً وثلاثيةِ الأبعادِ، شهودٌ جُددٌ قدموا شهادةً معاصرةً عن الماضي وقد ضجَّ الصمتُ التاسمانيُ بالأصواتِ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب