رواية الزيني بركات – جمال الغيطاني
تقدم الروايته التى بين أيدينا نماذج قمعية مخيفة ..معالجة من خلالها ظاهرة القمع والخوف.. كاشفة عن أسبابهما وعارضة لمظاهرهما المرعبة في الحياة العربية .
فالكاتب حين يحاصره الواقع الراهن بقمعه وقهره واستبداده ، حين يمارس فى السجن أقسى أشكال العنف والقهر ويحيط به الرعب يعود بنا مستنطقاً تاريخ ابن إياس فى بدائع الزهور ليجد صورة مرعبة لكبير البصاصين الشهاب الأعظم ووالي الحسبة الزيني بركات . ويكفي أن نقرأ عن تعذيب التاجر علي أبي الجود وتدرج الزيني في التفنن بتعذيبه ليحصل منه على المال .
والأدهى أن وسيلة إرغامه على الإقرار كانت بتعذيب الفلاحين أمامه بهدف إخافته وترويعه على مدى سبعة أيام ، ومنها صورة تعذيب فلاح أمام عينيه:” أظهروا حدوتين محميتين لونهما أحمر لشدة حرارتهما ، وبدأ يدقهما في كعب الفلاح المذعور .
حتى نفذ صراخ الفلاح إلى ضلوع علي، الذى حاول إغلاق عينه فصفعه عثمان بقطعة جلد على قفاه.” وفي اليومين التاليين تم ” ذبح ثلاثة من الفلاحين ، والزيني يدخل ويخرج محموماً مغتاظاً يسأل” ألم يقر بعد؟”فلا يجيبه أحد. يضرب الحجر بيديه.” يسقط هذه الصورة على الواقع بل يسقط الحاضر والواقع عليها فيبني منها ما هو أقل إيلاماً من حاضرنا المؤلم المخيف.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب