رواية السكين – جو نيسبو
كان تدلي ثوبٍ ممزقٍ من أحد فروع شجرة صنوبر متعفنة، هو ما جعل الرجل العجوز يجد نفسه متذكرًا إحدى أغاني شبابه التي كانت تحكي عن ثوبٍ معلق على حبلٍ للغسيل، ولكن هذا الثوب لم يكن معلقًا في أثناء هبوب رياح جنوبية لطيفة مثلما كان نظيره في الأغنية، بل كان متدليًا في المياه الجليدية الذائبة في النهر.
كانت المياه تغمره تمامًا، إذ كان يستقر في أسفل قاع النهر. مع أن الساعة كانت لا تزال الخامسة بعد الظهر، في أحد أيام شهر مارس، وكانت السماء فوق سطح الماء صافية، تمامًا كما قالت نشرة الأحوال الجوية، فإن نتيجة للضباب الصباحي الذي وُجِدَ بسبب تراكم طبقة من الجليد وأربعة أمتار من الماء، لم يكن متبقيًا الكثير من ضوء الشمس.
وهذا ما يعني أن شجرة الصنوبر والثوب كانا يرقدان في شبه ظلام أخضر غامض. اختتم حديثه قائلًا: إنه كان ثوبًا صيفيًا، أزرق تتخلله بعض النقاط البيضاء.
ربما كانت ألوانه أكثر سطوعًا من قبل، ولكنه لم يكن يعرف، فذلك يعتمد على المدة التي ظلَّ فيها الثوب معلقًا هناك، ممزقًا على الفرع.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب