رواية الشمندر – خالد الخميسي
لشهاب الشمندر محيَّا لا ينسى. كثير اللحم وكأن على وجهه الدِّهان. تتدلى وجنتاە من حول ذقنه فيبدو صبيًّا متهلل السمات. لونه عرف الديك، أحمر عادة وأرجواني عندما يغضب. لي معه حكايات ظلت ترطِّب أيامي. كنت هناك في أول معارضه التشكيلية، يقف إلى جواري منبسط الأسارير، الحسن بن الهيثم وقد أتمَّ كتاب المناظر. علقت بالأمس لوحته في غرفة صالون منزلي وجرفتني حالة حنين.
حلمي التوني
التهمت سيرة شهاب الشمندر وأنا أنتظر في كل صفحة أن يذكر اسمي. وجدته قد رأى في وجه أحد الغطاسين جدي سلفادور دالي. لكنه لم يذكر ولو بكلمة طاحونة العشق التي هرستنا في برشلونة منذ أكثر من عشرين عامًا. لا أعرف إذا كنت سعدت بعدم ذكرە لقصتنا، أم أنني تشيَّطت. تجتاحني مشاعر متضاربة. لو كان قد كتب عن الإعصار الذي افترس أجسادنا لكنت قد قتلته. والآن أود فعل نفس الأمر عندما تجاهلني هكذا في سيرته.
فاليريا أرلو دالي
هل رحل شهاب الشمندر، أم امتزج جسدە بحبيبات الهواء؟ كنا نجلس من شهر واحد في مقهى “عبد الرحيم القويسني” في مصر الجديدة نتحدث كعادتنا عن الفن والخيال والواقع. دخلت جيهان فقمت أسلم عليها ثم نظرت ناحية شهاب فلم أجدە. هل تَخَفّى، تَوَارى، غابَ، تلاشى؟ يغرب اليقين. ما أعرفه أنه انصرف في لمح البصر. أنتظر حضورە. وعندما ينجلي سوف أكتب وأخرج فيلمًا عن حياته.
داود عبد السيد
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب