رواية الصبي الخادم – فرديناند أويونو
عاصمة الكاميرون هي ياوندي وبطل الرواية هو تاوندي، الشاب الأسود الذي كان يعاني من قسوة أبيه ولذا يقول عنه: ما من مرة هجم فيها على والدتي أو عليَّ وتعافينا قبل أسبوع. وفي آخر مرة كانت بين تاوندي وعصا أبيه مسافة مطمئنة حين هزَّ أبوه عصاه وهسّت في الهواء، ولم تنفع كلمات تاوندي مع أبيه أنه لم يفعل شيئا يستحق العقاب، وحين اختنق الأب بالغضب وهو يضرب تاوندي المتراجع محاولا تفادي ضرباته، هرب! ثم لجأ إلى الأب غيلبرت الذي طمأنه وناوله جزءا من عشائه. استبقى الأب غليبرت تاوندي معه وعمّده ليكون مسيحيا وأطلق عليه اسم جوزيف وجعله خادمه الخاص ولم يعد تاوندي بعدها إلى القرية حتى بعد وفاة أبيه. وتعّلم لغة الرجل الأبيض قراءة وكتابة وبات يدّون مذكراته تماما كما يفعل الرجل الأبيض، وأصبح في بيت بعثة سانت بيير التبشيرية الكاثوليكية في «دانغان»، يدق الجرس المعلّق في مدخل هيكل المقدسات كل يوم الساعة الخامسة صباحا ثم يشارك في تقديم القربان أيام الآحاد حيث كان يحب أن يمسّد الفتيات البيض تحت ذقونهن، بينما يحشو القس الخبز المقدس في أفواههن.
فجأة مات الأب غيلبرت، بعد أن سقط عليه جذع شجرة عملاقة عندما كان في طريقه إلى دانغان على دراجته البخارية كما هي عادته لإحضار بريد البعثة التبشيرية كل خميس. قال تاوندي يحدث نفسه:عرفت أن أحدا ما سيموت فالشمبانزيات كانت تعول طوال الليل . ودفن الرجل الذي أحسن إليه ومن يومها أسموه بالشهيد لأنه مات في إفريقيا. وبمساعدة الأب فاندرماير انتقل تاوندي ليعمل خادما في بيت القومندان.
والقومندان رجل مكتنز اللحم ولساقيه عضلات ضخمة ويبدو كجذع شجرة الماهوغاني القوي الذي لا ينثني للعاصفة. اكتشف تاوندي وهو يجلب الشراب للقومندان كما أمره وهو في الحمام، اكتشف أنه غير مختون فكانت له صدمة حدّث نفسه عنها:»لقد واساني ذلك الاكتشاف.. قتل شيئا ما بداخلي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب