رواية الضحاك – فلاديمير مدفيديف
“تصور رواية «الضحّاك» للروائي فلاديمير مدفيديف مرحلة صعبة في حياة طاجيكستان الحديثة وهي مرحلة انهيار الاتحاد السوفييتي وخروج هذا البلد منه، وتقدم صورة بانورامية لثقافة الشعب الطاجيكي تُظهر مدى التشابه والتداخل بين الثقافة الإسلامية الآسيوية وبين الثقافة العربية الإسلامية، على أرضية من الكوارث التي ولّدتها الفوضى والحرب الأهلية إبّان خروج طاجيكستان من الاتحاد السوفييتي. ويتم تظهير أحداث الرواية من خلال تتبع الروائي مدفيديف حياة عائلة طاجيكستانية عاشت تلك المرحلة في بلدة تُدعى “”وطن””، وتحاول اللجوء إلى روسيا هرباً من الحرب قبل أن تُفاجأ بمقتل رب العائلة طبيب البلدة في ظروف غامضة؛ فيحاول الإبن إنقاذ أمه وأخته والانتقام لأبيه، وعندما يُدرك أن التحقيق الروسي يحاول إخفاء الجريمة وأنه سيكون هو الهدف القادم، يخرج من البلدة رفقة أعمامه وجَده وينضم فيما بعد إلى مقاومي السلطة الحمراء في طاجيكستان، ويشارك في إعداد كمين للرئيس زهور شاه فيواجه مصيره وسط عالمِ يحكمه العسكر.. عالمٌ لا يعرف لغير لغة السلاح سبيلاً…
في رواية «الضحّاك» تاريخٌ أصدق من التاريخ نفسه، يحضر بين كواليسها التاريخ الاجتماعي والسياسي للطاجيكيين والأوزبيكيين والروس. وقد دوّن فيها مدفيديف ما لم تدونه أقلامُ المؤرخين، بناءً على ذكريات شهود عيان ومشاركين في حركة المقاومة المحلية؛ لذلك أدخل في عمله حركة “”البسماجيون – عساكر الموت”” كما يسميهم بالإضافة إلى الأشعار والحكايات التي تتحدث عن مقاومي السلطة الحمراء في طاجيكستان، تاركاً للقارئ متعة تذوقها ولذة اكتشاف الأحداث بنفسه. وهو ما يعبّر عنه بالقول: “”أذكر في «الضحّاك» حقائق تاريخية أصيلة، تندمج أصداؤها في الرواية فتترك أثراً في تطور أحداثها التي من أهمها موت سانغاك سافاروف وفايزالي سعيدروف، وكذلك هرب مقاتلي المعارضة من المقاطعات المركزية في البلاد إلى دارفار، وتدمير الطريق إلى وادي خابورابوت، وموت ””بارون المخدرات”” في باداخشان أليوش الأحدب. لقد وقعت هذه الأحداث في أزمنة مختلفة لكنني قرّبت بينها كي أشدد دينامية الروي…””.”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب