رواية الطقاقة بخيتة – محمد المزيني
بخيتة تصف نفسها وكأنها تتعرف على ذاتها للمرة الأولى، تفتح دولاباً من الأسرار، تبوح بها وابتسامتها تفترش شفتيها الممتلئتين.. لم تسحقها أوجاعها، فقد ظلت أهدابها ترقص عينيها الواسعتين ببياض مشع، فلماذا هذه الانفراجة الحادة في لغة البوح، هل تكون قد اكتشفت نواياي المبيتة في كتابة رواية؟ فأنا لم أخبر أحداً بذلك سواكم، ربما أعزو هذا إلى طبيعة هؤلاء الأقوام الذين متى انفرجت قلوبهم للآخر انبسطت معها ألسنتهم بأحاديث منهمرة، فلا يعود السر سراً، عبرنا البيوت الطينية الصغيرة، تلك التي تراها بحجم الكف وبلا أبواب تقاوم اختراق الأجساد غير المرغوب فيها، إن كان ثمة أجساد ترغب في ولوج مطارح تموت فيها حتى الشمس، وتشيخ الظلال”.
بهذه العبارات يصف محمد المزيني “الطقاقة بخيتة” لجريدة الحياة السعودية. هي رواية تغوص في قاع المجتمع وتلتقط الهامشي، قراءة لحالات إنسانية يقرع بها الروائي الأجراس ليوقظ نفوسنا، ويلفت أعيننا إلى أولئك المهمشين أو بالأحرى المنسيين في هذه الدنيا، يصف من خلالهم حال المجتمع وتغيراتته في المملكة العربية السعودية، برؤية واقعية نقدية تناول فيها الكاتب قضايا مجتمعية شائكة مثل –البدون- أي الفئة السكانية التي تعيش في المملكة ولا تحمل أيه جنسية، وكذلك، الصلب، والشخصيات ذات البشرة السوداء، وعدم تكافؤ النسب، عبر قصة شاب جامعي أجبرته صعاب الحياة على العمل “كداد” بواسطة سيارة “واينت” من خلال ما يواجهه هذه الشاب من عقبات صور الكاتب عالم الطقاقات بشخصيات مختلفة وثرية في سعي دؤوب للبحث والتقصي، فكانت تجربة إنسانية رائدة وعملاً يستحق الثناء في عالم أولئك الذين حرموا نعمة الحياة، فمع “المزيني” نزداد إيماناً بأن الإنسان لا يختلف إلا بما يمنح أو يحقق له، أو بالأحرى بما يتاح له أن يحققه، فجاءت روايته نظرة مختلفة إلى بني البشر، نظرة تغير من نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان، فما يجمع البشر ويوحدهم في هذا العالم، هو مقدار ما يحمل كل واحد من خير في داخله قبل أي شيء آخر، وهذا ما أجاد المزيني بالتعبير عنه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب