رواية العودة إلى الخائنة – نيلسون ديميل
ها هو الروائي الشهير “نيلسون ديميل” يعود مجدداً، ليقدم لقرائه رائعته الجديدة “العودة إلى الخائنة The Gate House” فإلى ماذا يشير العنوان يا ترى!
بالعودة إلى المثل العربي الشائع – المكتوب يعرف من عنوانه – نستطيع أن نستشف محتويات الرواية، ولكنها، ليست قصة خيانة فقط، وإنما قصة متناقضات، حملتها هذه …الرواية على صفحاتها لتُعبر بها عن هذا العالم المؤلف من الطبقة الأرستقراطية والخدم، والروابط والقيود العائلية القديمة، فالجميع متحدون بتاريخ مشترك يجمع ما بين أبطال الرواية، داخل إطار مركّب يحتوي مزيجاً من معانٍ إنسانية دفينة تجمع ما بين الحب والكبرياء، والخيانة والتسامح.فهل يستطيع الإنسان أن يمحو الماضي بمجرد حرق أوراقه، يقول بطل الرواية المحامي “جون ويتمان ساتر”: “إنه لا جدوى أبداً من الاحتفاظ بأي شيء لا تريد أن تراه عائلتك أو أعدائك، أو نصفك الآخر، لهذا الغرض، حَدقت إلى النار، وشاهدت ألسنة اللهب تتراقص لكنني تشبثت بالصور…”.
تدور أحداث الرواية في منطقة مجاورة للشاطئ الذهبي “غولد كوست” ستانهوب هال حيث يعيش بطل الرواية “جون ويتمان ساتر” وحيث مسرح الخيانة لزوجته “سوزان ستانهوب ساتر” ومسرح الجريمة في آن معاً. “مشكلتنا بلا شك علاقة سوزان مع جارنا سيد المافيا. ولتعقيد الأمور أكثر، أطلقت عليه النار، وقتلته ثلاث طلقات”.
ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ تحمل هذه الرواية من عناصر التشويق ما يجعلنا نهيم في عالم آخر، نتعرف فيه أكثر على عالم المافيا والطبقة الأرستقراطية في أميركا ومفهوم الدم بالدم. يقول بطل الرواية واصفاً ابن القتيل سيد المافيا: “لم أكن أفهم أنطوني بيلاروزا… لم أفهم كم كان مدفوعاً بالحقد… وبالمفهوم القديم القائل الدم بالدم. لم نعد نرى الكثير من ذلك في مجتمعنا الجميل والمتحضر، لكنني أراه الآن في مهنتي الجديدة”.
فهل ينتصر الحب في النهاية على كل هذه المعاني “الخيانة، الغدر، القتل، الثأر”، هل يعود الماضي إلى الانبعاث من جديد بحيث يجد بطل الرواية نفسه عالقاً في شبكة من الإغراء والخيانة.
هذا ما تخبئه هذه الرواية الشيقة والمدهشة بتركيبتها وبنيتها ومعلوماتها لتناقضات المجتمع المتحضر، حيث المظهر الخادع للحضارة رقيق جداً يكشف عن أنيابه في أي وقت غير آبهٍ لأية معانٍ إنسانية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب