رواية الغروب الأخير – هيفاء صفوق
تُقدِّم الكاتبة هيفاء صفوق شخوص روايتها داخل تساؤلات زمانها ومكانها؛ فالغروب الأخير سؤالاً وجوديًا يبحث عن الإجابات في غموض المعنى، إذ تمكّنت من تقديم بطل روايتها وحيد، الفنان التشكيلي المبدع، بصورة حواريّة عِبرَ أسئلة فضوليّة مُلحّة تبحث عن النور بطريقة سرديّة مُشوقة تُلفت النظر إلى مضمون السؤال والجواب من خلال مراحل تطور البطل، ابتداءً من طفولته المُبكرة المُتسائلة إلى مرحلة النضوج والوعي عند المبدع الذي برز في شخصيَّته الإنسانية والإبداعية التي تُحاول التخلُّص من الماديّة والدخول في عمق واعٍ مُبصر.
العلاقات الإنسانية بين شخوص روايتها، كالحُبِّ بين وحيد وجود، وإثارة الأسئلة والحكايات الغامضة بين وحيد والعجوز، والصداقة بين وحيد وجابر، والوفاء بين جود ومنى، تُظهر عمق هذه العلاقات، رغم اختلافها، وتُبرز علاقة التكامل في ما بينها، فلا يوجد مُصادفات في روايتها، أبطالها يعيشون اللحظة، لحظة الحياة في فضاء المشهد الذي يُعبّر عن وعي الكاتبة الفرديّ ومسؤوليته تجاه الوعي المجتمعي، وما يسكنها من آماله وطموحاته وقضاياه الكبيرة.
ولعلّ أبرز ما يُحيلنا إليه نصُّ الكاتبة بتجربتها الأولى في الكتابة السرديّة هو أسئلة الذاكرة، أسئلة البحث عن المعنى، أسئلة البحث عن المجهول بما تُمثله من بعدٍ واقعيٍّ وبُعد خياليٍّ وكأنَّهما وجهان لعملةٍ واحدة لنكون أمام الغروب الأخير، أولى لبناتها في عالم الرواية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب