رواية الغفران – ثروت أباظة
«ما بعضُ دموعٍ أمامَ ذُلِّ السنواتِ والشعورِ بالضياعِ والإحساسِ أنني في أيِّ لحظةٍ قد أُطرَدُ منَ البيت؟! ما بعضُ قطراتٍ من ماءِ العينِ وأنا الَّذي وَجدْتُ السجنَ أحبَّ إليَّ منَ الحريَّة، وعشتُ فيهِ لأَقطعَ ما بَيْني وبينَ هؤلاءِ النَّاس؟! ابْكِيَا ما شاءَ لكما البُكاء، فقَدْ أَلْقَيتُماني السنينَ الطِّوالَ إلى عالَمٍ لا أموتُ فيه ولا أَحْيا.»
كانَتْ قِصةُ نبيِّ اللهِ «يوسُفَ» مُلهِمةً للكثيرينَ منَ الأدباءِ والحكماءِ وحتَّى صُنَّاعِ السينما والتلفزيون؛ لِمَا حوَتْهُ من مَعِينٍ لا يَنْضُبُ من المَواعظِ والدروسِ والعِبَر، ولعلَّ ما يقرِّبُها إلى القلوبِ سرْدُها الممتعُ في الكتبِ المُقدَّسةِ للدياناتِ الإبراهيميَّةِ الثَّلاث. وقَدِ انْضَمَّ «ثروت أباظة» إلى قافلةِ المُلهَمينَ بقصةِ «يوسُفَ» عندما قدَّمَ لنا فِي روايتِهِ هذه مُعالجةً مُعاصِرةً لأحداثِ القصةِ القديمة، مُقارِبًا فيها بينَ أسماءِ أبطالِها القُدَامى والجُدُدِ فضلًا عنْ تقارُبِ الأحداث، بلْ أضافَ أيضًا إليها أحداثًا جديدةً لتُناسبَ بِنْيَتَها الرِّوائيَّةَ الجديدة، وتكونَ جِسْرًا يربطُ بينَ الأصالةِ والمُعاصَرة، ويَبْقى التحدِّي الأكبرُ في قُدْرةِ معالجتِهِ على المنافسةِ أمامَ أشكالِ الاقتباسِ المختلفةِ التي سبقَتْ وستظلُّ مُحِيطةً بهذهِ القصَّةِ العظيمة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب