رواية القانون الفرنسي – صنع الله إبراهيم
كان هناك إثنان أخران التقيتهما في ندوات مختلفة أحدهما لبناني بشعر أبيض ناصع، والأخر سوري بعوينات منزلقة فوق انفه، وتعرفت على مفكر مغربي من صوره المنشورة في الصف وكان يكتب فيها بإستمرار مدافعا عن القضية الفلسطينية.
كما كان هناك مصري يدعى رفيق سليمان ألقاه لأول مرة وكنت سمعت عنه كثيرا فقد طرده السادات من الجامعة المصرية لاتجاهاته اليسارية وإستقر في باريس كان متوسط القامة ذا شعر أشعث يتخلله اللون الأبيض بكثرة ويرتدي عوينات بالية الإطار وكنت أحترم عمله رغم أني لو أوافق على بعض أطروحاته الخاصة بتفسير مراحل معينة من التاريخ المصري.
وقفنا في شبة دائرة من الأساتذة الفرنسين والعرب ولحظت شخصا أسمر اللون ممشوق القامة بقصة شعر عسكرية وكتفين قويتين ثبتت في أذنه سماعة. خاطب المفكر المغربي بلهجة شامية وبصوت بلغ مسامع الجميع: كانت برقية التهنئة التي أرسلتها لرئيس إسرائيل جيدة ولقت صدى طيبا.
أصفر وجه المغربي وتراجع خطوة إلى الوراء وهو يلتفت حوله محرجا، سألت ربيع عن المتكلم فقال أنه لا يعرفه وتبادل الهمس مع فرنسي بجانبه ثم همس لي بعد قليل إنه من السقارة الإسرائيلية في باريس. وماذا يفعل هنا؟ -إنه مشارك في مداخلات الندوة. قلت: لم يرد له ذكر في قائمة المشتركين. -القائمة الكاملة لم تعلن إلا منذ دقائق.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب