رواية القدماء (الأرض الخامسة) – سامي ميشيل
القدماء هنا في عالمنا ليسوا الأجداد، بل هم القوة القادرة على إحراق الكوكب.
فتح ثلاجة جثث مستطيلة الشكل وكبيرة الحجم وتحمل في طياتها أجسادًا تعيش بسبات تام يخلو من الحياة، وسحب للخارج طاولة بلا أرجل مثبت عليها جثة فتاة يرتسم على وجهها شبح ابتسامة جعل قلبه يخفق عند رؤيته، فرغم مرور سنين عديدة على عمله بالمشرحة لكن قلبه لا يزال يخفق حينما يرى الجثث لأول مَرة قبل تشريحها.
رفع الطاولة بخفة تَنُم عَن جسد لم تَتركه الرياضة والصحة كصديقتين لا تفرقهم الأيام، ووضع الطاولة بالجثة على طاولة أخرى ذات أربعة أرجل، ثم اتجه ناحية أدواته الحديدية التي يستخدمها لمعرفة ما تضمره أجساد الموتى من حين لآخر، فتختلف أسباب سرقة أرواحهم ما بين حوادث طُرق، وقتل، واغتصاب، وانتحار، وغَرق، وينتهي بهم الحال دومًا بكتابة تقرير الوفاة وإسناد الجثة للمقابر، فتنهشها الديدان التي تُصبح سمينة بعد ذلك.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب