الروايات العالمية المترجمة
رواية القطط غدا – برنار فيربير
تركتُ أجفاني تنطبقُ ببطءٍ، وتنفّستُ بعمق، شعرتُ بجسدي، وفي رأسي، شعرتُ بدماغي وذهني.
كان ذهني أشبه بسحابة صغيرة كروية، قطنية الشكل ومائلة إلى اللون الفضّي، تعوم في وسط جمجمتي، وتتمتّع بالقدرة على النمو. ولأنّها لدنة ومرنة، تتوسّع وتتمدّد وتصبح قرصًا.
وكلّما امتدّت أكثر، زاد إدراكي للفضاء المحيط بي أكثر. لم يكن ذهني كلّه سوى شرشفٍ واسعٍ خفيفٍ ورقيقٍ جدًّا بحيثُ يغدو على شكل غشاءٍ مستقبِلٍ.أتلقّى الموجات التي تأتي من بعيد وتتلاقى حتى تصل إليّ.
العشرات من الكائنات الحيّة بأحجامٍ مختلفة، وبأشكالٍ مختلفة ترتعش وتتنفّس وتفكّر وتُرسل رسائلها بلغتها الخاصّة، وتجعلني أهتزُّ مثلما يجعل طنين الذباب سطح شبكة عنكبوتٍ يهتزّ من بعيد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب