رواية الكأس المقدسة وحد السكين – ريان إيسلر
تقول ريان إيسلر بأن كتابها هذا “الكأس المقدسة وحدّ السكين” يفتح باباً بواسطة عدد كبير من الناس والكتب، وهو أيضاً يتطلب أناساً أكثر وكتباً أكثر من أجل كشف الآفاق الواسعة التي تمتد وراءه. إلا أنها ومن خلال شق صغير في ذاك الباب استطاعت كشف معلومات جديدة ومدهشة حول الماضي وحول نظرة جديدة لاحتمالات المستقبل، وقد استغرقها ذلك (عملية التنقيب) دورة حياة كاملة. منهية ومن خلال معاناتها وما رأته حوّل في دورة حياتها إلى تساؤلات هي: لماذا يقتل الإنسان أخاه الإنسان ويضطهد البعض البعض الآخر؟ لماذا يمتلئ العالم بأعمال الإنسانية يرتكبها الإنسان ضد الإنسان، سواء كان رجلاً أم امرأة؟ كيف يمكن للإنسان أن يتصرف بمثل هذه الوحشية ضد إنسان من جنسه؟ ما الذي يجعل بني البشر يميلون تاريخياً نحو القسوة بدلاً من الرحمة، ونحو الحرب بدلاً من السلام، ونحو التدمير بدلاً من الإنجاز.
فمن بين جميع أشكال الحياة الموجودة على هذا الكوكب، فقط بنو البشر هم من باستطاعتهم زراعة الحقول وحصد محصيلها وكتابة الشعر وغرف الموسيقى والبحث عن الحقيقة والعدالة وتعليم الأطفال القراءة والكتابة، أو حتى الضحك والبكاء. وبسبب هذه القدرة الفريدة على تصور حقائق جديدة وإدراك هذه الحقائق عبر تقنيات أكثر تقدماً، أصبح الإنسان في حقيقة الأمر شريكاً في تطوره، ومع ذلك فإن هذا الصنف الرائع الذي ينتمي إليه يبدو وكأنه ينزع إلى وضع نهاية ليس لتطوره فقط؛ ولكن لتطور الحياة بمعظمها على الكرة الأرضية، مهدداً كوكبه بكوارث بيئية أو إبادة نووية. لقد قاد الكاتبة هذا كله وفي سبيل إجابة عن تساؤلاتها إلى إعادة لفحص الماضي والحاضر والمستقبل، وهو فحص بني عليه هذا الكتاب فهو يستحضر جزءاً من دراسة جديدة حول المجتمع الإنساني، تختلف عن معظم الدراسات السابقة من ناحية أنها تأخذ بعين الاعتبار التاريخ الإنساني برمته (بما فيه مرحلة ما قبل التاريخ) إضافة إلى الإنسانية برمتها (بما فيها نصفاها الذكوري والأنثوي). يقوم الكتاب بحياكة أدلة من الفن وعلم الآثار، والدين، وعلم الاجتماع والتاريخ ومجالات أخرى عديدة في البحث، بانماط جديدة تتناسب بدقة أكبر مع أفضل المعلومات المتوفرة. وهو يروي قصة جديدة عن أصول بني البشر الحضارية ويظهر أن الحرب والحرب بين الأجناس ليست حروباً مقدرة إلهياً وبيولوجياً، كما يقدم إثباتاً على إمكانية وجود مستقبل أفضل وأن هذا المستقبل متجذر بشدة في الأحداث الدرامية التي جرت في الماضي والتي ما زالت تطارد الإنسان إلى اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب يصدر في طبعته تلك الخامسة والعشرين وقد تمت ترجمته إلى لغات عدة وعديدة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب