رواية الكونبطا – عبد الجليل الدايخي
“الكونبطا” أو سيرة المحارب التي تناستها كتب التّاريخ الرّسميّة، يُخرجها الجدّ الحكواتي من النّسيان لنعرف تفاصيل أخرى عن أبطال المقاومة التونسيّة زمن الاستعمار.
تدور أحداث الرّواية في سنوات الحرب العالميّة الثّانية وصولا إلى الاستقلال وما بعده، “كونبا” أو إبراهيم بن الحاج محمّد يتركُ حياة العربدة والمجون ليكون رمزًا للمُقاومة والثّأر والشّهامة والدّفاع عن الأرض والشّرف. لم يكن كونبا ” فلّاقا ” خادمًا لجهةٍ سياسيّة ما، إنّه مقاتل من أجل الأرض والإنسان والقيم والحريّة والحبّ.
عندما تُصدرُ القوّات الفرنسيّة قرار إعدامه تشاءُ الأقدار أن تخرج البلاد من نفق الاستعمار لتدخل نفقًا آخر أشدّ بُؤسًا، وإن نجا “الكونبطا” من الإعدام فإنّه لن ينجو من حماقات بني وطنه بعد التحرّر.
للحكواتي تقنياته في عرض الحكايات، من آخر الحكاية، أو من وسطها، أو من أوّلها، يحذف ويؤجّل ويُقدّمُ ويُؤخّر، مُتلاعبًا بالكاتب المستمع نفسه، وبالقارئ المتشوّق لمتابعة الأحداث.
كثيرة هي الثّنائيّات التي يُؤكّد عليها النّسيج الحكائي، وعديدة هي الشّخصيّات التي يُحييها الحكواتي ليسرد مغامراتها وآلامها وأحلامها، شخصيّات تونسيّة وفرنسيّة وألمانيّة وإيطاليّة ومالطيّة، لا تجمعها أرض الحرب فحسب، وإنّما تتمتّنُ علاقاتُها من أجل الانفلات والتّغيير.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب