رواية اللاجئون – فاييت ثانه نغويين
«اللاجئون» مجموعة رائعة للكاتب الفيتنامي “فاييت ثانه نغويين” الحائز على جائزة بوليتزر لسنة 2016 عن روايته «المتعاطف» وقد كتبت على مدى عشرين سنة وتدور أحداثها بين فيتنام والولايات المتحدة الأميركية، حيث يرسم الكاتب صورة حيّة لتجارب الناس الذين يعيشون حياة بين عالمين، الوطن الأم والوطن الهجرة. - في القصة التي حملت عنوان “نساءٌ سود العيون” نعثر على كاتب فيتنامي يكسب رزقه من كتابة قصص الأشباح أثناء السنوات الأولى لهجرته إلى أميركا، كان مضمون الكتاب الذي كُلف بكتابته يدخل في منطقة ضبابية، وما على الكاتب سوى أن يتلمس طريقه لإيجاد مسار إلى العالم غير الدنيوي للكلمات، مسار كان يعود به إلى ذكرى غرق أخيه في البحر عند هجوم القراصنة على زورق صيد مثقل بأكثر من مائة من البشر، لذلك تم استحضار شبح أخيه الميت لاستكمال الكتابة، وحين طُبع الكتاب الذي هو بصيغة المذكرات بيع منه آلاف النسخ، ما فتح الباب أمامه لعرضٍ آخر يكتب فيه قصة الجندي الذي خسر ذراعيه وساقيه وهو يحاول إبطال مفعول إحدى القنابل، ولكنه رفض الفكرة إذ كان منهمكاً بتأليف كتاب آخر خاص به. أما القصة التي حملت عنوان “الرجل الآخر” فتسلط الضوء على رحلة لجوء غير شرعية بطلها “لايم” تبدأ من سان دييغو وتنتهي بسان فرانسيسكو؛ ليفاجأ أن من كانا بانتظاره ليعيش معهما هُما رجلان متزوجان، وكان عليه أن يتأقلم مع الوضع الجديد بعدما عانى في بلده من ظروف صعبة استمرت أربعة أشهر منذ فراره من سايغون، حيث كان يترصده البحارة، وجنود المارينز، وأنواع أخرى من البشر فكان يرى أن وضعه في البلد الجديد والعمل في متجر الكحول، أفضل، وخصوصاً حين كان يقارن مصيره بمصير أصدقائه في الوطن. أولئك العاجزون مثله أصبحوا كناسين للبارات أو صبيان منازل للأميركان، بينما كبار السن منهم انخرطوا في الخدمة العسكرية، وتحولوا إلى لصوص أو خدماً عند الأغنياء. - وتتعدد القصص لتُعبّر عن رحلة العبور واللجوء والالتباس في الهوية والنفي التي عاناها الشعب الفيتنامي في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، حيث يظلّ الشعور المسيطر باستمرار وجود الذات في غير محلها ملازماً للاجئ؛ ما يعني أن الخروج القسري من المكان (الوطن) إلى المكان (البديل) ليس مجرد مغادرة حسية لمحطة بعينها. بل هو محاولة لتشكيل أواصر الانتماء إلى العالم الإنساني بأكمله، أو إلى حافز للتماهي مع هوية الآخر، وبداية لتجاوز حدود الجغرافيا التاريخ واللغة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب