رواية الليلة الأخيرة – إيمانويل بوف
أرنولد، الفتى الّذي تتّضح فيه وعليه كلّ خصائص البطل وفق نظرة إيمانويل بوف الرّوائيّة، وفي إحدى الغرف المظلمة في نزل حقير بالحيّ الشّعبيّ «مونمارتر» بالدّائرة الثّامنة عشر لباريس، وهو في تمام يأسه، تتنازعه كلّ أصناف الأزمات، ويطلّ على الزّحام من نافذة معزولة. خلال ليلة وحيدة وأخيرة، دامسة وماطرة، يقرّر أرنولد غلق تلك النّافذة وتجريب آخر الوسائل من أجل معانقة البطولة، من أجل الحصول على «مكان ما بين النّاس»، هذه الوسيلة هي التحكّم في مقالب الانتحار.
لا يمكنُ الخروجُ من عالمِ إيمانويل بوف بسهولة، فرواياتهُ شبيهة بغابة كثيفة، أشجارها متشابكة وعوالمها غريبة ومخيفة، لا تخرجُ منها إلا وقد زُرعت في جسدك خدوش كثيرة. في اللّيلة الأخيرة، يزرعُ بوف خدوشًا أخرى في الذّات الإنسانية. يقفُ أمامها في هيئة قاضٍ مطرقتهُ القسوة وفي هيئة متّهم تهمتهُ ابتسامتهُ الحزينة التي تُقرّر فجأة أن تموت. قد تنجحُ مطرقة القسوة في الوقوف أمام إرادة تلك الابتسامة التي ترغب في الموت، لكن ما من ابتسامة في هذا العالم، يمكنها أن تقف في وجه القسوة. هذا درس إيمانويل بوف الذي يريدُ أن يلقّنهُ إلى العالم في ليلة واحدة… قد تكون الليلة الأخيرة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب