رواية المدمن – وليام س. بوروز
هذه الرواية، التي منحها بوروز في إصدارها الأول العنوان الفرعيّ: اعترافات مُدمن ميئوس منه، تقع في أكثر من مئتي صفحة، ويصوّر لنا الكاتب من خلالها سيرة الإدمان والوقوع في “حياة القاع” حيث تتحوّل الرواية إلى أدب اعترافات، يروي عبرها الكاتب سيرة كاتب بورجوازيّ سقط في الإدمان بإرادته وفَلسَف تعاطي الهيروين محوّلاً إيّاه من مجرّد مفهوم للـ “نشوة” إلى “نهج حياة”:
“الهيروين هو معادلة خلويّة تعلم المدمن حقائق ذات مشروعيّة عامّة. لقد تعلمتُ الكثير من تعاطي الهيروين: رأيت الحياة تقاس بقطّارات عيون فيها محلول المورفين. واجهتُ عذابات الحرمان لمرض الهيروين، ومتعة الراحة عندما تشرب الخلايا المتعطشة للهيروين من الإبرة. ربما ليست كلّ المتعة راحة. تعلمتُ الرواقيّة الخلويّة التي يعلّمها الهيروين للمُدمن. رأيت الزنازين تعجّ بالمدمنين المرضى صامتين ساكنين في بؤس منعزل. عرفوا أنّه لا جدوى من الشكوى أو التحرك. عرفوا أنّه، من ناحية جوهرية، لا يمكن لأحدٍ أن يُعينَ أحدًا. لا أحد يمتلك أيّ مفتاح، أيّ سرّ، يمكنه أن يقدّمه لك.
“تعلمتُ معادلة الهيروين. الهيروين، على عكس الكُحول أو الماريحوانا، وسيلة لزيادة التمتّع في الحياة.
“الهيروين ليسَ سُطلاً. إنّه نهج حياة”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب