قريبا
رواية المرفأ وبغداد – جيان يحيى بابان
في لقاءات لاحقة فسر إبراهيم لمحمود صعوبة العيش منفياً بلا وثيقة ما. حدثه عن البواخر التجارية وعن البحر في دلمون حيث عمل هناك وعن أبناء وطنه غرباء نجارين وبنائين وعمالاً أجراء يسعون إلى تشييد سقف مالي فوق رؤوسهم.
حدثه عما قرأه في مسرحية أوديب لسوفوقليس قال فيها كريون “ لم أولد وعندي الرغبة في أن أكون ملكاً بل ولدت وعندي الرغبة أن أعيش كذلك!” شغلت الفكرة ذهن إبراهيم مفكراً باغواءات التمَّاهي وتعامل الإنسان منذ خلق آدم و الآلهة والأديان ثم الحياة ما بعد الموت ولازم هذا التماهي الولاء له، الكفران به يساوي الزندقة. والآن تبدو لإبراهيم فكرة أن تعيش ملكاً أو كملك، لا بد من آثار تتركها في علاقات الإنسان بنفسه ومع الآخر والعالم ولم يستبعد تأثير ذلك في السياسة وهذه بدورها تطالب بولاءات وإغواءاتها متنوعة. داخل المقهى رائحة ظل بارد وأصوات غسيل للاستكانات والرصيف ساخن وفي الهواء رائحة غبار وأصوات أتوبيسات سطوحها حمراء لماعة في ضوء الشمس.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب