رواية المعبر – ماجد شيحة
يكتشف بخفوت وعيه في نهاية كل نهار أن لاشيء من هذا يمكن أن يشكل منطقا، كل ما يمر به متشابه، تمر الأيام متشابهة يمر الناس فوق الكوبري من الناحيتين متشابهين، الصنايعية والموظفون والمتشردون، وجوه متشابهة وملابس متشابهة، هموم لا بُد أيضا متشابهة فتصنع علي الوجوه الكدر المتشابه نفسه، يسيرون بسرعة كأنهم يحاولون أن يدوسوا علي الظلال التي تلقيها أحزانهم أمام عينهم، وعلي الرغم من أنهم أعطوه السُلطة، يستطيع أن يمسك أحد المارة ويذهب به إلي الشرطة :خذوا، كان سيُلقي بنفسه..
فتشوا في نواياه، اعرفوا إن كان مجنونا أو يائسا، لكنه مع الوقت أكتشف أنه لايمسك إلا أناسا عاديين محترمين، ريفيين، لا يملكون ما يدفعونه لسيارة الأجرة، دكاترة جامعة، أرباب أرباب بيوت مفلسين، أصحاب مهن مختلفة يعملون في المدينة الجديدة، طلابا بوقت فراغ كبير يتسكعون، أناسا في حالة إنتظار لأخرين..
يصاب بالإرهاق، يأتي جزء من النهار يفقد فيه قناعاته الواهية بمهتمه المقدسة، فقط يصبح كل ما يهمه أن يقذف أحد ما نفسه من فوق الكوبري، ليذهبوا في أي داهية بعيدا عنه، الكباري كثيرة، كما توجد طرق أخري للإنتحار، يرمون أنفسهم تحت سيارة أو يبتلعون السم على أسرتهم، إن كانوا لايريدون إلا ضرر أنفسهم فلماذا !يلحقون به الضرر أيضا سيخصمون من مرتبه إذا نجح أحد ما في الإنتحار.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب