قريبا

رواية المعبود – إبراهيم الكوني

بعد سنوات من الانقطاع عن الرواية إلى عوالم أخرى في الكتابة، يُطالعنا الروائي الكبير إبراهيم الكوني بروايةٍ جديدةٍ تنهل من عوالم الصحراء والميثيولوجيا هي رواية “المعبود”، رواية قال فيها الأستاذ عيسى الجابلي وهو أحد أمهر كتّاب القصّة في العالم العربيّ وأكثرهم افتتانًا بعوالم السرد وفتنًا بها:

تنبثق حكايتها من الخطوات المحرّمة الّتي قطعها “يوكال” في “حاضرة الواحات” دون أوراق ثبوتيّة تُنميه إلى المكان. فيكلّفه ذلك طردًا فوريًّا إلى غياهبِ الصّحراء، حيث يبدأ رحلة محفوفة بالأخطار بحثًا عن ذات ضائعة. غير أنّ الكون الرّوائيّ عند إبراهيم الكوني يؤثّث به، وبالفضاء الّذي تتحرّك فيه شخصيّاته، مسارًا بعضه سحريّ عجائبيّ مُفارقٌ يلتقي فيه الإنس بالجان، وبعضه واقعيّ يظلّ فيه يوكالُ المُريدُ ينحت وجوده بطريقته، وقدماه مغروزتان في رمل الصّحراء، رملِ اللاّمحدود. يُسائلُ وجودَه وحياتَه حتّى يأتيه في تغريبته تلك صوتٌ مُفارقٌ من رأس نخلة يسمعه فلا يتبيّنه، فتتغيّر حياته، ويرى بعينيْ ذلك الصّوت ما لم يكن يرى، ويعلمُ ما لم يكن يعلم.

وفيما نحن نتابع حكاية يوكال وسرحان وعمران وأهل حاضرة الواحات، مشدودين بتشويق الحكاية ومتانة اللّغة وعمق العبارة، يحفر الكوني أبعد من الحكاية جاعلاً عالم الصّحراء فُيوضًا من المعنى. لحظتها نتبيّن أنّ صحراءه ليست مجرّد امتداد لا متناهٍ من الرّمل، بقدر ما هي استعارة كبرى لأسئلة أعمق: منزلة الإنسان في الأرض وعلاقته بالمكان والسّلطة والقانون والغيوب، وقيمة الرّوح في علاقتها بالجسد اللاّهث خلف الخلاص.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى